المعلّقات السّبعة: ماهيّتها ومن هم شُعراءُها؟

تُعرف المعلقات بأنّها قصائد طوال كتبها شعراء العصر الجاهلي، وهي أروع قصائد شعراء العصور القديمة التي تجلّت فيها خصائص الشعر الجاهلي، وسًميت بهذا الاسم لأسباب متعددة؛ ولعل أهمها أنّها كانت من القصائد المستحسنة عند العرب والتي كانت تعلق في نفوسهم وعقولهم، حيث كانت تُكتب بماء الذهب، ولذلك كان يُطلق على المعلقة اسم المذهّبة، كما قيل في سبب تسميتها بهذا الاسم أنَّها كانت تُعلّق على ستار الكعبة، ويرى الكثير بأنَّ هذا السبب هو أقرب الأسباب التي تربط المعلقات بهذه التسمية، وقيل في ذلك أنَّ معلقة امرؤ القيس هي أول ما عُلق على الكعبة، وبعده علّق الشعراء معلقاتهم، ولكن هنالك من يعارض هذا الرأي، ويقول أنّ المعلقات لم تكن متواجدة عند تحكيم الأصنام، ولم تُذكر المعلقات عند الصحابة أو التابعين، هذا بالإضافة إلى عدم ذكر المعلقة أثناء إعادة بناء الكعبة.

يجدر بالذكر أنّ عدد المعلقات هو سبعة، وتُصرّح مقولة أخرى بأنّ عددها عشر معلقات، ولكن الرأي الأقوى هو سبع معلقات، وقد أُضيف إليها ثلاث معلقات ليصبح عددها عشر معلقات، وفي هذا المقال سنتعرف على أصحاب المعلقات السبع.

أصحاب المعلقات السبع هم كما يلي:

  • امرؤ القيس
    يُعرف هذا الشاعر الجاهلي بأنّه أول من وقف على الديار باكياً ومستبكياً، واشتهر بغزله الفاحش الذي يصف مفاتن المرأة وجمالها ومظهرها، ولٌقب بألقاب متعددة؛ ومنها حامل لواء الشعراء إلى النار، وأمير الشعراء، والملك الضليل، وتبدأ معلقته بالبيت الشعري:

قفا نبك من ذِكرى حبيب ومنزل           بسِقطِ اللِّوى بينَ الدَّخول فحَوْملِ

  • طرفة بن العبد
    هو أجود شعراء الجاهلية، وامتاز بذكائه ونقاء ذهنه منذ صغر سنه، وتبدأ معلقته بهذا البيت:

لخولة أطلال ببرقة ثهمد                  تلوح كباقي الوشم في ظاهر اليد

  • زهير بن أبي سلمى
    يعتبر حكيم شعراء الجاهلية، وامتاز بعائلة شاعرة؛ إذ كان والده شاعراً، وخاله شاعراً، وأخته سلمى شاعرة، وأخته الخنساء شاعرة، وأبناؤه كعب وبجير شاعرين، وعرفت قصائجه باسم الحوليات؛ حيث كان ينفح ويهذب أبيات قصائده خلال حول واحد، ومطلع معلقته هو:

أَمِن أُمِّ أَوفى دِمنَةٌ لَم تَكَلَّمِ               بِحَومانَةِ الدُرّاجِ فَالمُتَثَلَّمِ

  • لبيد بن ربيعة
    يعد من الشعراء المجيدين، والفرسان الشحعان، وتبدأ معلقته بهذا البيت:

عَفَتِ الديارُ محلها فمقامها            بمِنًى تأبَّد غَوْلُها فرجامها

عمرو بن كلثوم: هو أحد شعراء الجاهلية الذين ينتمون إلى الطبقة الأولى، ومطلع معلقته هو:

أَلاَ هُبِّي بِصَحْنِكِ فَاصْبَحِيْنَـا         وَلاَ تُبْقِي خُمُـوْرَ الأَنْدَرِيْنَـا

  • عنترة بن شداد العبسي
    يعتبر من أشهر فرسان العصر الجاهلي، واشتهر بمعلقته التي مطلعها:

هلْ غادرَ الشُّعراءُ منْ متردَّم       أم هلْ عرفتَ الدارَ بعدَ توهمِ

  • الحارث بن حلزة اليشكري
    تبدأ معلقته بهذا المقطع:

آذَنَتْنَا بِبَينِهَا أَسْماءُ                رُبَّ ثاوٍ يُمَلُّ مِنْهُ الثَّوَاءُ

Related Post